استمر انسحاب العديد من طالبي اللجوء من السويد، حيث سحب 10655 من طالبي اللجوء في السويد طلبات لجوءهم وغادروا السويد بالفعل خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2016 .
والسبب يعود الي الشعور بالاحباط من قرارات منح الاقامات المؤقتة ،واعتبروا ان الرجوع لتركيا او دول اخري افضل لهم حاليا من العودة ومغادرة السويد بعد 13 شهر وهي فترة الاقامة المؤقتة .
وقال خالدون وهو شاب سوري في الــ 33 من عمره
انني افضل العودة الان الي تركيا حيث ان عائلتي واطفالي في سوريا وخرجت من سوريا لان الوضع اصبح خطير ولا يوجد اي مقومات للحياة ونتظر الموت كل دقيقة ، ورحلتي لتركيا الي اوربا كلفتني الكثير ، كل ما املك دفعتة للوصول للسويد واصبحت مديون ، وبالنهاية اصل الي السويد ،ليقولوا لي سوف تحصل علي اقامة 13 شهر وبدون حق لم الشمل لاطفالي الا بشروط ..؟ ماذا افعل خلال ال 13 شهر ؟؟ ماذا افعل وانا سوف يتم حرماني من لم شمل عائلتي ...؟؟
هل من العدل الانتظار عام الي عامين للحصول علي مقابلة وصدور قرار اقامة لــ 13 شهر فقط ! هذه مزحة ....غير مقبول أن نتظر سنوات بالكامبات للحصول علي اقامة 13 شهر فقط او ثلاث سنوات للمحظوظين ، يريدون منا بالهجرة السويية ان ننهي اجراءات اوراق الاقامة والبرشونمير ،ثما البحث عن سكن لشهور... ثما البدء بالدراسة للغة السويدية ،ثما البحث عن عمل كل هذا خلال 13 شهر....! الافضل لي الحصول علي القليل من المال الذي يصرف للمنسحبين ، وان اعود لتركيا ثما سوريا لاعيش وسط اطفالي ،لا استطيع الاستمرار بالسويد فقد خاب املي في دولة الانسانية .
اما فاطمة وهي ام لثلاث اطفال تركت اثنين منهم بسوريا قالت :
فقدت زوجي في قصف في حلب منذ عامين، وفقدنا بيتنا وفقدت اثنين من اخوتي وتوفي ابي ، وامي مريضة وتركت اطفالي مع اختي واطفالها بسوريا ،وقدمت الي السويد علي أمل لم شمل اطفالي ومساعدة عائلتي بقليل من المال ، ولكني فؤجئت بتشديد القوانيين والاقامات المؤقتة ،وصعوبة الحياة بالسويد فلا عمل متوفر ولا سكن ولا اهتمام بتعليم اللغة قبل الاقامة ،الافضل لي الحصول علي منحة مالية للعودة ،فهذة النقود سوف تساعدني انا ومن تبقي من عائلتي للصمود فترة اخري ،فلا استطيع الانتظار هنا لسنوات بلا اقامة وبلا اطفالي.. ثما احصل علي اقامة مؤقتة لا معني لها .
واشار العديد من طالبي اللجوء الي ظروف حياة معيشية صعبة والي رفضهم اماكن السكن المؤقت التي تفرضها عليهم الهجرة السويدية ،بجانب طول فترة المعاملات والقواعد الجديدة المتشددة لطلبات لم شمل الأسرة، بجانب رغبة طالبي اللجوء بالحصول علي تعويضات مالية مثل المبالغ التي تدفع للمهاجرين الذين عادوا طواعية لبلادهم الأصلية ، ويعتبر اغلب المنسحبين وفقا لمصلحة الهجرة السويدية، هم من طالبي اللجوء السوريين ثما العراقيين .
تجدر الإشارة إلى أن السويد اعتادت أن تكون إحدى أكثر الوجهات الأوروبية المحببة للمهاجرين حيث تضاعف عدد طلبات اللجوء بين عام 2014 و 2015 لأكثر من 180 ألفا، نظرا لمزايا الرعاية الاقتصادية والاجتماعية التي تقدم لطالبي اللجوء، الا ان السويد حاليا لم تعد المدينة الفاضلة ولا جنه الفردوس المفقود التي كان يأمل الكثير من طالبي اللجوء ان يجدوها من الذين وصلوا إليها أثناء تدفقات صيف العام الماضي 2015 .
وكانت الاسباب الرئيسية لانسحاب طالبي اللجوء، ان العديد منهم رفض طوال الانتظار للحصول بنهاية الامر علي اقامة مؤقتة ،وقالوا انهم واجهوا شتاء طويلا وقاسيا وكامبات مهملة ، حيث اضطروا للعيش في مخيمات مؤقتة بسبب التدفق الذي لم تكن السويد مستعدة له او قادرة علي تحمله.
وكانت احصائيات الهجرة اوضحت ان الهجرة والمهاجرين كانت الشغل الشاغل لـ55% من السويديين بالإضافة إلى المخاوف حول تدني مستوى المدارس والبطالة والرعاية الاجتماعية. وهذا التغيير كان أكبر تحول في الرأي في تاريخ الاستطلاعات.
من جانب اخر ووفقا لبعض الاحصاءات فإن الوضع تغير لطالبي اللجوء العراقيين ، حيث كان عدد العراقيين الذين ألغوا طلبات اللجوء خلال الفترة صيف عام 2016 (1366) أكبر من عدد الطلبات الجديدة (1243) المقدمة خلال شهور صيف 2016، وبالتالي فأن اعداد العراقيين المغادرين للسويد تعتبر حاليا اكثر من اعداد القادمين ،ولنفس الاسباب ،المتعلقة بالاقامات الموقتة و بظروف السكن وطول فترة انتظار صدور قرار ،بجانب زيادة حالات الرفض لطلبات لجوء العراقيين .
الا ان روبرت اندرسون النشاط في حقوق المهاجرين بمنظمة FARR السويدية اوضح ان استمرار حالات الانسحاب سوف يؤدي الي مشكلة عكسية لنظام الهجرة السويدي، الذي يقوم علي اهمية استقبال اعداد من المهاجرين بين 20 الي 40 الف لاجيء سنويا ،للمحافظة علي سيولة سوق العمل بالسويد وتحفيز النمو السكاني والاقتصادي بالسويد ، وبالتالي ربما تعيد السويد النظر بقرار الاقامة المؤقتة قريبا اذا استمر اعداد طالبي اللجوء بالانحفاض ومغادرتهم السويد ، وتوقع اندرسون مغادرة المهاجرين الجدد للسويد فور حصولهم علي الاقامة وقبل انتهاءها، والذهاب لدول اخري افضل في تقديم اقامات دائمية .
الجدر بالذكر ان عدد من النشطاء السويدين والسوريين ينظمون حملات اعلامية ،عبر وسائل التواصل الالكتروني وعبر المسيرات والاعتصامات تنديدا بقوانيين تشديد الهجرة والاقامات المؤقتة ولم الشمل ،و توضح مدي ضرر هذه الاقامات المؤقتة وعدم فائدتها للمهاجر والمجتمع السويدي والمطالبة بالعودة الي منح الاقامات الدائمية.
الجدر بالذكر ان عدد من النشطاء السويدين والسوريين ينظمون حملات اعلامية ،عبر وسائل التواصل الالكتروني وعبر المسيرات والاعتصامات تنديدا بقوانيين تشديد الهجرة والاقامات المؤقتة ولم الشمل ،و توضح مدي ضرر هذه الاقامات المؤقتة وعدم فائدتها للمهاجر والمجتمع السويدي والمطالبة بالعودة الي منح الاقامات الدائمية.